كلمة العدد الأول


يسعد المدرسة العليا للأساتذة، الشيخ محمد البشير الإبراهيمي بالقبة، الإعلان عن إصدار مجلة علمية دورية، باسم "بشائر العلوم"، تهدف إلى نشر الثقافة العلمية بين صفوف طلبتها وخرّيجيها من أساتذة التعليم في المرحلتين الثانوية والمتوسطة عبر الوطن. وهذا دون أن ننسى الجمهور العريض الراغب في إثراء معارفه العلمية في كل الاختصاصات التي يقع تدريسها على عاتق المدرسة : العلوم الطبيعية والفيزياء والكيمياء والرياضيات والموسيقى والإعلام الآلي وتاريخ العلوم وتعليمية المواد العلمية، وكذا العلوم التربوية ذات الصلة بهذه الاختصاصات.


وتعوّل المدرسة في هذا المشروع ذي الطابع الثقافي، الذي نحن في أمسّ الحاجة إليه، على أقلام أساتذتها بالدرجة الأولى، ثمّ على مساهمات الأساتذة في مختلف مؤسسات التعليم الجامعي وعلى السادة مفتشي التربية والتعليم وعلى خرّيجيها حيثما كانوا. والواقع أن هذا المشروع طالما فكّرت فيه إدارة المدرسة، غير أن هناك عوائق كثيرة تحول دون إصدار مجلة علمية تفي بالشروط المتعارف عليها من حيث الإخراج الفني ونوعية المادة العلمية. ومع ذلك ارتأينا في آخر المطاف بأن انتظار توفّر كل تلك الشروط لإطلاق المجلة قد يطول، ومن الأفضل أن نصدر أول عدد بالإمكانيات المتاحة والعمل على إدخال التحسينات المطلوبة تباعا بما تتيحه إمكانيات المؤسسة.


وهكذا، سهر لفيف من أساتذة المدرسة –مشكورين- على تقديم أول باقة من المواضيع والمواد العلمية شملت كل الاختصاصات التي يتم تدريسها بالمؤسسة. فثمة من تحدث عن تاريخ العلوم والمصطلحات العلمية، بينما تناول آخرون الرياضيات من عدة جوانب، وغاص أحدهم في بحر الموسيقى. أما في الإعلام الآلي فيعرفنا الموضوع الأول بالكيفية التي يشتغل بها محرك جوجل. ويركز الموضوع الثاني على العوائق التي يعاني منها تدريس الإعلام الآلي قبل البكالوريا. ويجول بنا الموضوع الأخير في هذا المحور بين الفن والحاسوب والرياضيات. ويواصل العدد الأول بتقديم مقال في الجيولوجيا وموضوع آخر حول الجينوم.


وارتأى طاقم المجلة أن يقدم في كل عدد شخصية برزت بشكل أو بآخر في مجال العلم والتعليم. وقد وقع الاختيار هذه المرة على العصامي حمزة خليف، وهو أستاذ لمادة الرياضياتانكبّ بعد تقاعده على التأليف. كما عزمت المجلة على عرض كتاب في كل عدد من أعدادها، وفي هذا السياق،نقدم في هذا العدد كتابا حول المنافسات الأولمبية لمفتش التربية والتعليم المتقاعد لخضر دلول.


ولعل القارئ يتساءل عن اختيارنا لاسم "بشائر العلوم". نجيب هذا السائل (إن وجد) بما يلي :لقد طُلبمن أسرة أساتذة المدرسة بتقديم اقتراحات بعنوان للمجلة. وبعدها اختار طاقم المجلة (بالتصويت) عنوان "بشائر العلوم" إذ في "البشائر" بشرى وإشارة إلى من سُمّيت المدرسة باسمه. أما لفظ "العلوم" فللإشارة إلى جملة الاختصاصات التي يتمّ تدريسها في هذه المؤسسة.


أملنا كبير في أن يجد كل قارئ للمجلة ما يفيده، وأملنا أكبر في أن يمدّنا بملاحظاته وانتقاداته التي ستعيننا على المضيّ قدمًا في الرقي بهذه المجلة لتقَدِّم ثقافة علمية يستفيد منها أكبر عدد ممكن من القراء. وبالله التوفيق.


طاقم المجلة