entet

كلمة العدد


يصادف صدور العدد العاشر من مجلة بشائر العلوم الذكرى الستين للمدرسة العليا للأساتذة بالقبة التي تأسست بالمرسوم رقم 134/64 الصادر يوم 24 أفريل 1964. وبهذه المناسبة يسعدنا الإشارة إلى أن صدى المجلة يتسع يوما بعد يوم إذ ناهز عدد زائري موقعها -منذ 15 سبتمبر الماضي- 30 ألف زائر، أي ما يعادل 5 آلاف زائر شهريا، ونحن نطمح إلى المزيد، وقد حافظنا على حجم المادة المنشورة في كل عدد، وهذا ما جعلنا ننشر لحد الآن 150 مادة. والأجمل من ذلك أن كل عدد يظهر قبل موعده بأسبوعين في الموقع.


يتضمن هذا العدد مواضيع متنوعة وزعت إلى عدة محاور. وقد بدأنا بمحور "العلوم الطبيعية" الذي يجد فيه القارئ لمحة عن جيولوجيا الهقار وعلاقتها بالموارد الطبيعية في الجنوب الجزائري. ثم واصلنا الحديث عن الطين: مركزين على بعض تطبيقاته. وينقلنا مقال آخر إلى الأراضي الرطبة في العالَم بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة مسلطين الضوء على أهميتها للأنظمة البيئية.


أما المحور الثاني فيتناول موضوعين في العلوم الفيزيائية يخصان التعليمية أولهما يقدم مقاربتين في تقسيم الزمن وتحديد مفهومه. بينما عكف المقال الثاني على دراسة ملمح الطور الابتدائي ساعيا إلى تقويم مكتسبات التربية التكنولوجية. واكتفى الجزء الأول بتقديم توطئة متبوعة باستعراض المفاهيم الأساسية. ثم تطرقنا إلى تاريخ العلوم وتبحرنا في فترة ما قبل اكتشاف النظارات. كما واصلنا الحديث عن الرياضيات وتسلسل أحداثها بجامعة الجزائر غداة 1962، وعن مصادر ومحتوى الرياضيات العربية قبل القرن 6ه/12م بالاعتماد على المصادر اليونانية. وفي محور آخر لم يفتنا الحديث عن الذكاء الاصطناعي والسباق المحموم نحو المجهول.


من جهة أخرى، لم ننس أن 14 مارس صار اليوم العالمي للرياضيات منذ عدة سنوات حسب ما أقرّته منظمة اليونسكو وذلك لأن إحدى القيم التقريبية للعدد هي 3.14 (وهو العدد الذي يمكن قراءته اليوم 14 من الشهر الثالث). لهذا كله ارتأينا أن ندرج في محور الأعداد والهندسة حكايات حول هذا العدد اللغز. وذلك بعد دراسة دقيقة تخص عدد حلول المسألة المكّية. ومن المواضيع المهمة لدى العلميين ربط الاختصاصات فيما بينها، مثل الربط بين الفيزياء والهندسة، وهو الموضوع الذي نواصل تقديمه في هذا العدد بالتركيز على مبرهنة نويثر وإثباتها. ونختم هذا المحور بالعودة إلى الرياضياتي الإيطالي ليوناردو فيبوناتشي الذي اشتهر بكونه تلقى معظم علمه في مدينة بجاية.


وفي ركن "شخصية العدد" قدمنا هذه المرة فقيدنا الأستاذ محند موساوي (1947-2023) الذي عرفته مدرستنا كطالب عام 1965 وذاع صيته في مجال الرياضيات. وبعد أن تغرّب قرابة ربع قرن عاد إلى المدرسة والتحق بمخبر المعادلات التفاضلية الجزئية حيث أبلى البلاء الحسن بتقديم خدمات علمية جليلة لكل من يطلبها من الزملاء وطلبة الماجستير والدكتوراه. وفي الأخير، عرضنا كتاب "كوننا الرياضياتي" الذي يمس أكثر من اختصاص علمي (فلك، فيزياء، رياضيات، فلسفة، ذكاء اصطناعي...).


نجدد دعوتنا للزملاء الكرام من داخل المدرسة وخارجها ليساهموا في نشر الثقافة العلمية على جميع المستويات بتزويد المجلة بما يرونه يصبّ في اختصاصها... فبدون هذه الاسهامات يصعب على المجلة أداء مهمتها على الوجه الأكمل. وبالله التوفيق.


هيئة التحرير

img