ها نحن نمضي قدما في نشر الأعداد المتوالية لمجلة بشائر العلوم ملتزمين بتوفير 15 مادة علمية في كل عدد. نشير إلى أن عدد زوار موقعها ارتفع منذ منتصف سبتمبر 2023 إلى نحو 140 آلاف زائر حيث يستطيع كل من يرغب في تنزيل أي مقال أن يقوم بذلك دون قيد أو شرط. نذكّر أيضا بما أشرنا إليه في كلمة العدد السابق: فقد فتحت المجلة مؤخرا صفحة فيسبوكية تعرض فيها المقالات والأخبار العلمية.
كما يعلم القارئ فحديث الساعة في كل وسائل الاعلام والتواصل هو الذكاء الاصطناعي. ذلك ما دفعنا إلى أن نستهل مقالات العدد بالتطرق إلى هذا الموضوع حيث تساءلنا عن ماهيته وآفاقه وتحدياته، وانتقلنا بعد ذلك إلى البرمجيات الحرة، ثم إلى كيفية بناء قاموس عربي مدرسي حديث. من جهة أخرى، خصصنا محورا لعلم الفلك قدم أحدهما اقتراحات لمعالجة بعض صعوبات تدريس وتقويم الظواهر الفلكية في التعليم الثانوي. أما المقال الآخر فتناول دور الفلك التشاركي في رصد الاحتجابات النجمية من قِبل الكويكبات.
وفي الرياضيات لا شك أن الكثير لا يلم بما يعرف في الهندسة بوُرَيْقَات ديكارت. ولذلك سيجد القارئ المهتم العديد من التفاصيل حول هذا الموضوع. كما واصل مقال آخر الحديث عن الهندسة الكسورية معتبرا أنها تمثل عالما من الجمال والتعقيد. وبعد الهندسة يلج القارئ في دنيا العدد فيتعرف على ما يسمى بالأعداد العقدانية قبل أن يشتمّ عطر الجبر المفقود!
وقد خصصنا ثلاثة مقالات للتاريخ تطرق الأول إلى النباتات وإسهاماتها العِلاجية والعِطرية في بلاد المغرب الإسلامي، عَقِبه حديث عن إسهامات علماء الأندلس في الرياضيات خلال عهد الخلافة الأموية. ثم يأتي نقاش حول مبرهنة فيثاغورس في العالم القديم. ومن يتابع أعداد المجلة يتذكّر أننا شرعنا ضمن العدد السابق في تقديم موضوع حول مؤرخي السيميائيات والسيميائيين، ولذا أكملنا نشره في هذا العدد.
وفي الركن القارّ لمجلة بشائر العلوم، الخاص بشخصية العدد، وقع اختيارنا على الأستاذ أحمد قسوم، القريب من الذكاء الاصطناعي إذ كان أول مدير لمدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي بالقطب العلمي سيدي عبد الله. واهتمامنا المتواصل بالذكاء الاصطناعي جعلنا نقدّم في ركن "عرض كتاب" كتابا بعنوان "التدريس باستخدام الذكاء الاصطناعي: دليل عملي لعصر جديد من التعلّم البشري" من تأليف خوسيه أنطونيو بوين José Antonio Bowen وشارل إدوارد واتسون Charles Edward Watson صادرا قبل أقل من سنة.
تلك هي مواضيع هذا العدد التي نتمنى أن تلبي بعض حاجيات القراء الكرام. وبما أن العدد يصدر في شهر رمضان المبارك نتمنى للقارئ المسلم صوما مقبولا وعيد فطر مبارك سعيد. وبالله التوفيق.
هيئة التحرير