كلمة العدد


ها قد وصلنا بـ بشائر العلوم إلى العدد الثالث، وقد شرعنا في تحضيرات العدد الرابع المزمع إصداره خلال شهر سبتمبر 2022. كل هذا بفضل تعاون السادة الكُتّاب من داخل المدرسة العليا للأساتذة، الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، وخارجها، وكذا بفضل تفاني الطاقم التقني. فلكل هؤلاء نوجّه جزيل شكرنا.


والشكر موصول أيضا لطاقم مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني (CERIST) الذي سعى إلى التعريف بصدور المجلة على نطاق واسع. وبفضل ذلك سجلنا بفخر خلال 18 يوما من أيام الفترة الممتدة من 16 ماي إلى 6 جوان 2022 ما يفوق 1960 تحميلا لمقالات العددين الأول والثاني للمجلة؛ وهذا فضلا عن المراسلات التي تلقيناها للتنويه بالمجلة، ومن أجل نشر مقالات في أعدادها القادمة. ويلاحظ القارئ بهذا الصدد أن نصف مقالات هذا العدد بأقلام أساتذة من خارج مؤسستنا. ذلك ما يشجع هيئة التحرير على المضيّ قُدما في إنجاز مشروع المجلة الرامي إلى نشر الثقافة العلمية على أوسع نطاق.


أما محتوى هذا العدد فيتضمن خمسة محاور، إضافة إلى الركنيْن "شخصية العدد" و"عرض كتاب". وهكذا تناولنا في المحور الأول قضايا مرتبطة بتاريخ العلوم وأهلها، وتاريخ الموسيقى وتربيتها، وأبرز مواضيعه مقال يعرّفنا بمصادر تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية بقلم المرحوم الأستاذ مخلوف حمودي اقتبسناه، إثر وفاته، من أحد مؤلفاته التي لم تصدر بعد، تخليدا لذكراه!


كما خصّصنا محورا للتعليمية واصلنا فيه التطرق إلى قضايا التكوين الأولي وأطر التفكير، وهما موضوعان بدأنا الخوض فيهما على صفحات العدد السابق من المجلة. كما تضمن هذا المحور تأملات في مشكلة البحث العلمي. ثم انتقلنا إلى الفيزياء وتعرّفنا على الكتلة وبعض أسرار الكون. وعرجنا على علم الفلك عند العلماء المسلمين قبل الانتقال إلى الرياضيات والمعلوماتية. ففي الرياضيات أنهينا حديثنا الذي بدأناه في العدد السابق حول الأعداد القابلة للإنشاء، وقدمنا المجموعات الشهيرة في هذا العلم. ثم تساءلنا في علم الحاسوب عن مدى الثقة فيما يقدمه لنا هذا الجهاز من أرقام أثناء إجرائه للعمليات الحسابية.


وقد جمع المحور الأخير بين الفلاحة في ظل التغيرات البيئية الكبرى وتاريخ تشكّل القارات عبر الأزمنة الجيولوجية. وفي ركن شخصية العدد وقع اختيارنا على شخصية تونسية جامعية متميّزة، الأستاذ صالح نصر، المدير العام لقصر العلوم الكائن بمدينة المنستير التونسية. وتعرّفنا من خلال استجوابه على تاريخ وانجازات هذا المركز وعلى تطلعاته في سبيل نشر الثقافة العلمية بين الشباب بوجه خاص. وفي الأخير، اقترح علينا الزميل بوبكر ناجمي عرض "كتاب الأسرار" للعالم الكبير أبي بكر الرازي (المعروف باسم Rhazes في المؤلفات الغربية).


نحن نواصل، بقدر المستطاع، تحسين محتوى بشائر العلوم شكلا ومضمونا بالتعاون بين كافة العاملين على إخراجها والمساهمين فيها بأقلامهم. ولذا نرحّب بكل الملاحظات التي تشاطرنا هدف نشر الثقافة العلمية في كل مكان وخدمة المعلم والأستاذ والتلميذ والطالب حيثما كانوا. وبالله التوفيق.

هيئة التحرير