كلمة العدد


بصدور عددها السابع هذا، تجاوز عدد المواد المنشورة في بشائر العلوم100 مادة، وهذا ما لم يكن يتوقعه عديد الزملاء. والجميل أيضا في ذلك أن كثيرا من تلك المواد تأتي من مختلف الجامعات الجزائرية فضلا عن مدرستنا، بل وبعضها وردنا من الخارج. وما نأسف له أن بعض الاختصاصات التي كنا نأمل في مشاركة أهلها (من المدرسة) تكاد تكون غائبة.


ومهما تقاعس الزملاء، فالرياضياتيون يظلّون الأكثر التزاما ووفاءً يمدوننا بإسهاماتهم القيّمة من جميع أنحاء الوطن، رغم أن العكس هو الذي كان متوقعًا لكون الرياضيات أقلّ حضورًا في ساحة الثقافة العلمية. فهذا مقال في الرياضيات يعرفنا هنا بمفهوم التعاكس المخروطي، وهو موضوع نادرًا ما نجده في كتب الرياضيات المدرسية. ومن لم يسمع بطريقة كافالييري ومشكلة اليقين فسيجد ضالته في ثاني مقال من هذا العدد. ثم إنه يبدو أن الكثير من الأساتذة والطلاب يغيب عنهم أن يوم 14 مارس أصبح يمثل، لدى منظمة اليونسكو وغيرها، اليوم العالمي للرياضيات. ولذا اخترنا هنا أن نذكّر بهذا اليوم لترسيخ فكرة الاحتفاء به.


وفي مجال الأحياء، تحدثنا عن أضرار الدهون المهدرجة على صحة الإنسان، وكذا عن تقییم معالجة میاه الصرف الصحي وإمكانية إعادة استخدامها في مجال الريّ. ولم نهمل في هذا المقام التاريخ وعلم المعرفة لأنهما يندرجان في صلب التربية والتعليم. وهكذا أوردنا شيئا من تاريخ العدسة والنظارات على ضوء بعض المصادر العربية، وسنواصل حديثنا حولها في العدد القادم. كما تطرق مقال آخر لمفهوم التعليمية عند العلماء المسلمين خلال القرون الوسطى، بينما قدم زملاء كيميائيون مقاربة تاريخية وإبستمولوجية لمفهوم الحرارة.


ولم نبتعد كثيرا عن المواضيع السابقة حيث واصلنا عرضنا لمواد هذا العدد بتقديم ملاحظات حول صعوبات تدريس الظواهر الميكانيكية في الطورين المتوسط والثانوي في الجزائر، مركزين على جانب الصعوبات. وبما أن الفلسفة جزء لا يتجزأ من كل علم فقد أبى أحد المتقاعدين من أساتذة هذه المادة إلا أن يتطرق لـ"بؤس الفلسفة" في المدرسة الجزائريّة. ومن المواضيع التي تهم مباشرة أساتذة مرحلة التعليم المتوسط دراسة ميدانية لصعوبات تَعلّم الرياضيات في هذه المرحلة.


ومن يريد الإلمام بالحوسبة الصناعية ومجال تطبيقاتها يمكنه التعرف على ذلك في مقال يلي ما سبق من المواضيع. وقد ختمنا باب المقالات بذكريات حول مدرستنا العريقة التي مضى على تدشينها 59 سنة.


وانتقلنا بعد ذلك إلى ركن "شخصية العدد" الذي قدمنا فيه الأستاذ السوري مصطفى موالدي، المتخصص في تاريخ العلوم العربية الإسلامية، وكان قد شغل منصب عميد لمعهد التراث العلمي العربي بحلب (سابقا). ونتعرف من خلال استجوابه بوجه خاص على هذه الشخصية وعلى إنجازات هذا المعهد الفريد من نوعه في العالم العربي. أما في ركن عرض كتاب، فيتعرف القارئ في هذا العدد على كتاب "رياضيات جديدة مستوحاة من التحدّيات الصناعية" الذي أشرف على إصداره الأستاذان مايكل غنتر Günther وويل سشيلدرس Schilders.


نأمل أن نكون بتقديم هذه المواضيع قد لبّينا جزءا مما يرغب فيه قراؤنا الكرام، كما نهيب بأساتذتنا وباحثينا أن يسهموا في ترقية المجلة من خلال مدّها بمواضيع في الثقافة العلمية يتطلع إليها قارئ بشائر العلوم وبالله التوفيق.

هيئة التحرير

img