كلمة العدد


ببلوغنا العدد الثامن من بشائر العلوم, تكون المجلة قد طوت سنتين من عمرها بنشر 120 مادة تندرج مواضيعها ضمن الثقافة العلمية، عرّفت من خلالها بثماني شخصيات مرموقة في المجال العلمي، وكذا بثمانية كتب علمية قيّمة؛ ناهيك عن عشرات المقالات المتنوّعة التي تصبّ كلها في بحر الثقافة العلمية جمعت بين التاريخ العريق والمستقبل البعيد ومناهج التعليم. وما يثلج صدور أعضاء هيئة التحرير أن في خريف 2022، لم يكن معدل زوار موقع المجلة يتجاوز يوميا 55 زائرا، أما أثناء فترة هذا الصيف الممتدة من 10 أغسطس إلى 10 سبتمبر 2023 فمعدل الزوار اليومي بلغ 149 زائرا. ونحن نأمل في المزيد عبر تقديم مادة يتطلّع إليها جمهور القراء أكثر من غيرها.


وفي هذا العدد، تطرق أحد الباحثين إلى التقويم الجزائري القديم مبرزا محطاته التاريخية ومكوناته. وفي باب آخر، يربط أحد الكتّاب بين الفيزياء والرياضيات، فرأى أن الفيزياء كالهندسة والهندسة كالفيزياء ! وقد قدّم لنا في الجزء الأول من هذه الدراسة مبادئ الميكانيكا الكلاسيكية. وختمنا هذا المحور بالحديث عن النسبة الذهبية في الرياضيات وتجلّياتها في أكثر من مكان.


ونحن نعيش عهدا كَثُرت فيه الزلازل، أبرزَ مقالٌ من هذا العدد أهمّ أسباب حدوث الزلازل في الجزائر. وليس بعيدا عن موضوع الكوارث، تناول مقال آخر الاحتباس الحراري وملابساته. وفي محور تاريخ العلوم، واصلت إحدى الدراسات البحث في المصادر العربية عن موضوع النظارات والعدسات. وطرح باحث آخر سؤالا يبدو غريبا، وهو "هل الروبوتية من العلم العربي؟" والجواب عن هذا السؤال سيمتدّ إلى العدد التاسع من المجلة ! ثم تُحدِّثنا باحثة في تاريخ الرياضيات العربية عن التقليد الرياضي العربي ما بين القرنين 3-7هـ/9-13م. ونختم هذا المحور سبل التدريس عند العلماء المسلمين في القرون الوسطى.


أما في محور التعليمية والثقافة العلمية فقدّم أحد المتقاعدين من قدماء أساتذتنا ملاحظاته حول صعوبات تدريس الظواهر الميكانيكية في الطوريْن المتوسّط والثانوي. وحذا حذوه أحد الزملاء مستعرضا بعض السبل لتحسين تدريس مادة الكيمياء في المرحلة المتوسطة. بينما غاص بنا المقالُ الثالث من هذا المحور في مشاريع العلوم والهندسة في التعليم. وبما أن سبل نشر الثقافة العلمية متعدّدة، فقد ارتأينا التعريف ببعض نشاطات قصر العلوم بالمنستير (تونس) ودوره الريادي في نشر هذا النوع من الثقافة.


لقد جاءت في كلمة العدد السابع الملاحظة التالية: "ومهما تقاعس الزملاء، فالرياضياتيون يظلّون الأكثر التزاما ووفاءً يمدوننا بإسهاماتهم القيّمة من جميع أنحاء الوطن" وخارجه. لا يسعنا في هذا العدد إلا أن نعيد التشديد على هذه الملاحظة، ونكرّرها عسى أن تجد هذه الصيحة صدى في مسامع غير الرياضياتيين.


وفي ركن "شخصية العدد"، قدمنا هذه المرة الأستاذ محمد السعيد مولاي الذي امتدّ نشاطه في الجامعة الجزائرية وغيرها نحو نصف قرن، من مطلع السبعينيات إلى اليوم، وكان قد شغل منصب مدير المدرسة العليا للرياضيات، فحدثنا عن مختلف محطّات حياته بإسهاب. أما في ركن عرض كتاب، فسيتعرّف القارئ في هذا العدد على كتاب بعنوان "شهادات علمية مزيّفة وبيانات اعتماد وهمية في التعليم العالي"، وهو تأليف جماعي صدر في سويسرا قبل بضعة أشهر.


ذلك ما سيجده القارئ في هذا العدد، راجين أن نكون عند حسن ظنّه. وبالله التوفيق.

هيئة التحرير

img