entet

كلمة العدد


تدخل مجلة بشائر العلوم سنتها الثالثة بإصدارها هذا العدد. وقد نشرت حتى الساعة 117 مقالة في مختلف العلوم، وقدمت 9 شخصيات لها باع في العلم وتسيير شؤونه، كما عرضت 9 مؤلفات من أمهات الكتب العلمية والتربوية والتاريخية؛ وهي ماضية في تقديم الجديد والمزيد في كل عدد من أعدادها الموالية. وما يثبت مقروئية المجلة أن عدد زوار موقعها فاق 13500 زائر منذ صدور العدد 8 في منتصف سبتمبر 2023.


يحتوي هذا العدد على مواضيع متنوعة بدءًا من الرياضيات ومنحنياتها، وكذا بعض علاقات هذا العلم بالفيزياء. ثم قدمنا الجزء الأول من ترجمة مقال حول تاريخ تدريس الرياضيات بجامعة الجزائر غداة 1962. وفي محور التكنولوجيا جال بنا أحد المختصين في عالم التشفير والتعمية. كما واصلنا حديثنا في محاولة الإجابة عما إذا كانت الروبوتية علم عربي؟ ولم نهمل هذه المرة ولوج عالم الألعاب حيث استعرضنا قواعد لعبة تعليمية لتشجيع التذكّر والحفظ لدى التلميذ في مجال الجغرافيا.


أما في باب تاريخ العلوم فواصلنا تناول تاريخ ما قبل اكتشاف النظارات، وذلك على ضوء المصادر العربية. واهتممنا مجددا بأعمال ابن حمزة الجزائري. وأيضا بمصادر ومحتوى وإسهامات الرياضيات العربية الإسلامية قبل القرن 6ه/12م. وما دامت المجلة تركز على اهتمامات قرائها في التربية والتعليم فهي تسعى على الدوام إلى تقديم مادة تصب في الجانب التعليمي. وفي هذا السياق، نقدم في هذا العدد لمدرّسي الرياضيات نماذج حول بعض الظواهر المثيرة في عالم الأعداد فضلا عن دراسة المحتويات المعرفية الرياضياتية في برامج التكوين الأوّلي لأساتذة الرياضيات بالجزائر ومقاطعة كبيك الكندية. وفي المجال التربوي تساءل –وأجاب- أحد الأساتذة: متى نطوّر التفكيرين النقدي والابتكاري إن لم يكن في الصغر؟


وفي مجال العلوم الطبيعية، تناول ثلاثة خبراء موضوعا لم نتعرض إليه في أعدادنا السابقة، وهو مادة الطين. والواقع أن ظهور الطين في الكون قد سبق بكثير ظهور البشر الذين قاموا بإبراز خصائصه العديدة والمفيدة. وقد قام الإنسان بإدراج الطين تدريجيا في العناصر الثقافية والدّينية. يركز الموضوع، في هذا العدد، على الجانب التاريخي للطين، وسيواصل هؤلاء التطرق إليه في الإعداد الموالية معرّجين على علاقة الطين بالصحة والغذاء، وعلى التطبيقات الصناعية للمعادن الطينية.


ثم كان لنا لقاء مع "شخصية العدد" حيث استضفنا في هذا العدد الأستاذ حسن بلبشير المدير الأسبق لمركز البحث في الإعلام العلمي والتقني (الكائن ببن عكنون، الجزائر العاصمة)، فعرفنا ضيفنا بهذا المركز المهم بالنسبة للجامعيين -طلبة وأساتذة- وبمنجزاته ومشاريعه. وفي ركن "عرض كتاب"، يتعرف القارئ هذه المرة على كتاب يعدّ من أمهات كتب تاريخ العلوم، وهو "العلوم الإسلامية وقيام النهضة الأوروبية" لصاحبه مؤرخ العلوم الرياضياتية والفلك جورج صليبا الذائع الصيت.


كلنا أمل أن تكون هذه المواضيع من بين تلك التي يتعطش إليها قراء المجلة. وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نكرر خطابنا الموجه لجمهور الأساتذة والباحثين ملتمسين منهم الإسهام في الرقي بالمجلة من خلال مدّها بمقالات تندرج ضمن اهتماماتها وتطلعات قرائها الكرام. وبالله التوفيق.


هيئة التحرير

img